حكايتنا

مرحبًا بك في موقع عَبِّر، وأهنئُك على حبّ الحكايات وحرصك على الاطلاع عليها. اسمي ميّ عبدالله التركيت، و”عبّر” هو مشروعي الإبداعي الذي أتنفس الحياة من خلاله.

كتبتْ والدتي حفظها الله عن هذه الصورة: هذه أول رسالة تكتبها ابنتي ميّ لوحدها. يضحكني جدًّا الموضوع، وتدهشني البراءة في طلب الذهاب إلى البقالة، والشيء العجيب أنها ما زالت المكان المفضل والمقصِد الأول للأطفال حتى هذا اليوم.

أذكر أني تعلمت الكتابة قبل التحاقي بالصف الأول الابتدائي، أكاد أرى نفسي الآن عندما بدأت الدراسة، أشعر بحرارة حماسي الشديد ورغبتي المندفعة بأن ترى معلمتي قدراتي في الكتابة. كنت أحب المدرسة والعلم والتعلم وأستغرب ممن لا يحبونها. وما زالت كلمات معلماتي عالقة في ذهني قابعة في ذاكرتي ومستقرّة في قلبي، كلماتٌ تصِفُ قدراتي في التعبير بأنها فائقة مميزة، وأنهن لا يملكن إلا إعطائي الدرجة النهائية على الرغم من أنّ اللوائح كانت تمنعهنّ من ذلك.

رحلتي والتدوين الخاص

التدوين الخاص -بعد فضل الله وكرمه ومنِّه- غيّر حياتي. جعلني أكثر هدوءًا وأقل توترًا، خاصة في البيئات التي أُضطر للتعامل معها بشكل مستمر؛ من بيئات عمل أو غيرها من البيئات الممتلئة بالمشاكل. أصبحت أعرف نفسي بشكل أوْضح وأفهمها بشكل عميق جدًّا جدًّا، وعلى مدار سنوات عديدة ومديدة أصبحت لدي علاقة قريبة وعميقة مع نفسي، أفهمها وأعرف خباياها.

ما يجول في عالمي الداخلي يهمني كثيرًا وأبحث عنه باستمرار ، ولا زلت أتعلم عن نفسي شيئًا جديدًا بشكل شبه يومي. تبهرني التجربة الإنسانية بشكل لا أستطيع وصفه بالكلمات، وحتى مَن لا يهتم بهذا المجال، فالتدوين عبارة عن عالم ساحر ومبهر ومدهش، يجعلك ترى ما يستحيل أن تراه من غير أن تدوّن.

منذ صِغري وأنا أكتب وأدوّن. أكتب عن أحلامي الكبيرة بحجم الدنيا لتغيير العالم وإصلاحه، عن أفكاري وآرائي، وخُططي وأهدافي، ماذا فعلتُ؟ وإلى أين أذهبُ؟ مذكراتي، وغيرها. تنقلت وتحولت وتطورت مدوناتي ومفكراتي من يوميات إلى خُطط وأحلام، إلى تنفيس وفضفضة، إلى تخطيط تجاري، إلى تطوير وتنمية لذاتي.

مررت بطرق التدوين المختلفة وجرّبتُ أنواعًا كثيرة منه، وتطور تدويني على مدى سنوات، حتى أصبح الآن عادة مترسّخة، وصار جزءًا لا يتجزأ من حياتي اليومية. أدوّن يوميًّا كل ما يخطر في بالي وكل ما يدور ويدور فيه من أحداث،أفكار، أحلام، أفراح، أحزان، توتر وغضب، وضغط، وكل ما لا يُصنَّف. أكتب وأدوّن كل شيء، كل شيء. لدي حاليًا ست مدوّنات، لكل مدونة موضوع مختلف، فقد أصبح الآن لدي مشاريع في عالم التدوين الخاص، أعطي بعضها ثلاثة أشهر، وبعضها ستة، وأعطي بعضها اثني عشر شهرًا.

ولأني تذوقت هذا وأكثر، شعرتُ أن الوقت قد حان لأنقل كل ما تعلمته في مفكرتي ومن البرامج العالمية في التدوين التي حضرتها طوال هذه السنوات. نعم، أردت أن أنقل تجربتي لمن يشعر أن نفسه التي بين جنبيْه تستحق اهتمامًا أفضل، تستحق أن يمنحها بعض الوقت وبعض الرعاية والعناية، لمن يريد أن يعطي التدوين الخاص فرصة ليعيش حياة أجمل بعد فضل الله وكرمه.

مع تحياتي ومودّتي،

أختكم؛ ميّ بنت عبدالله التركيت

لنتواصل عبر تويتر

رابط مدوّنتي